الرئيس محمود عباس الجريء في زمن حافل برؤساء ضعفاء

الرئيس محمود عباس الجريء في زمن حافل برؤساء ضعفاء

  • الرئيس محمود عباس الجريء في زمن حافل برؤساء ضعفاء

افاق قبل 5 سنة

الرئيس محمود عباس الجريء في زمن حافل برؤساء ضعفاء

 المحامي علي ابوحبله

من يعرف الرئيس محمود عباس يدرك فطنته وخبرته السياسية فهو ليس بالسياسي الهاوي هو سياسي محترف ويملك أوراق وخيارات تمكنه من تجاوز كل المخاطر التي باتت تتهدد القضية الفلسطينية ، وبالحقيقة ليس بالسهولة بمكان أن يهزم الرئيس محمود عباس سياسيا ، بالرغم من الحالة التي بات عليها الفلسطينيون من حالة الانقسام وما آلت إليه أوضاعهم إلا انه ما زال يملك خيوط أللعبه ، لا احد يجرؤ أن يقف في وجه السياسة الامريكيه ، وقف محمود عباس في وجه ترمب كالطود الشامخ وقال لا للسياسة الامريكيه الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ، ولا لصفقة القرن ، ولن نحضر مؤتمر البحرين ولا نعترف بمخرجاته  ، وسبق للرئيس محمود عباس أن  قطع الخيوط السياسية مع أمريكا معلنا بذلك الاشتباك السياسي مع إدارة ترمب ورفضه لصفقة القرن وأعلن عن رفضه قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل وكذلك اعتبار الجولان السوري المحتل تخضع للسيادة الاسرائيليه

الرئيس محمود عباس "الرئيس الوحيد الذي تجرأ على مواجهة دونالد ترامب"، انضم إلى أقلة في العالم سيذكرهم التاريخ لذلك السبب. فقد اثنى الصحفي حاييم ليفينسون في مقالته على وقوف الرئيس الفلسطيني في وجه "الابتزاز" الأمريكي، قائلا إن الرئيس عباس بات الرئيس الوحيد في العالم الذي لم يخضع لجنون ترامب.

"زعيم كيان صغير ومرهق، لا حدود له ولا مال، بلا اقتصاد.. بلا نفط.. فعل ما لم تجرؤ على فعله دول عظمى.. التصدي لـ "بلطجة ترامب" استهل ليفينسون مقالته.

وأضاف أن الرئيس عباس ليس رئيسا صاحب كاريزما ولم يفلح حتى اليوم في إقامة دولة فلسطينية وهو غارق في صراعات فلسطينية داخلية، لكنه في السنتين الماضيتين انضم إلى أقلة في العالم سيذكرهم التاريخ: قادة وقفوا ضد همجية دونالد ترامب دون خوف.

وأردف الصحفي الإسرائيلي إن التاريخ سيذكر الرئيس عباس على أنه كان صاحب موقف أخلاقي في حقبة ترامب، وأنه كان الرئيس الجريء في زمن حافل برؤساء ضعفاء. وفق تعبيره.

 "بن كاسبيت" رئيس تحرير معاريف "  أبومازن يلقّن "ترامب" درسا في السياسة الشرق أوسطية ، وجاء فيه الاجتماع الذي سيعقد الاسبوع القادم في البحرين 24/06 من المفترض ان تناقش التداعيات الاقتصادية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. والمشكلة الوحيدة أنه لن يكون فيها ممثلين إسرائيليين ولا فلسطينيين. فالسلطة الفلسطينية تقاطع هذا الحدث بغضب شديد. وإسرائيل بقيت حتى اللحظة الأخيرة خارجه. حدث الانطلاق الاحتفالي لصفقة العصر تم التقليل من التمثيل فيه في اللحظة الأخيرة.

مصادر إسرائيلية عليا صادقت لنا ان رئيس السلطة الفلسطينية (أبو مازن) القى بفيتو مطلق على مشاركة إسرائيل في الاجتماع. على الرغم من أنه مقاطع له. فقد نجح أبو مازن حشد التأييد لصالحه من بعض الدول العربية المركزية المفترض أن تشارك. وهؤلاء الدول أبلغوا الإدارة الأمريكية أنه في حال مشاركة إسرائيل في الاجتماع بشكل رسمي فأنهم لن يحضروا أو يقللوا شكل التمثيل لدرجات متدنية جدا. الأمريكان يأملون بمشاركة عدد يتعدى العشرة من وزراء المالية العرب. ولا يريدون ان ينتهي بهم المطاف مع موظفين صغار وبالتالي إذلال علني. وفي هذه المرحلة كان على جيسون غرينبلات وجيراد كوشنير أن يقرروا وقد قرروا أن من الأفضل الآن أبقاء إسرائيل خارج المنامة. عاصمة البحرين. ومحاولة إنقاذ كرامة أمريكا بواسطة تمثيل عربي محترم وشامل قدر المستطاع.

في البداية. كان من المفترض أن تكون إسرائيل مشاركة مركزية في الاجتماع. (درة التاج).كان ذلك سيوفر لبنيامين نتنياهو فرصة لأخذ صور ثمينة تحضيرا للانتخابات التي ستجري  في سبتمبر القادم. بعد ذلك بدأ تلعثم والدعوات أرسلت لكل الدول في الشرق الأوسط ما عدا إسرائيل. في المرحلة التالية تم الحديث عن مشاركة بمستويات مخفضة للمثلين الإسرائيليين. وفي بداية الأسبوع تحدث وزير الخارجية يسرائيل كاتس عن مشاركة بمستويات متدنية لموظفين رسميين. ويومين بعد ذلك تم الإعلان أن إسرائيل لن تشارك.

البديل كان دعوة عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين. وبينهم جنرال احتياط يوأف بولي مردخاي. من كان منسق الحكومة لشؤون المناطق. وأحد الإسرائيليين المعروفين في العالم العربي. وتم دعوته مع شريكه التجاري والذي هو أيضا قائد سابق في أجهزة الأمن الإسرائيلية. مردخاي لديه علاقات تجارية مع دول الخليج ودول عربية أخرى. ولديه علاقات قوية مع قيادات الحكومة الإسرائيلية حتى الآن. والأعين في المنامة ستكون متوجهة نحوه.

الأمريكان يفهمون الآن ما فهمناه منذ عشرات السنين قال أحد رجال الأعمال والذي يفترض ان يشارك فقد فهموا ان قيادات العالم العربي يقولون لك شيئا في الغرف المغلقة ولكن يفعلون شيئا أخر خارجها.

فالزعماء العرب يدركون أن هناك خطوط حمر لا يمكن لهم أن يتجاوزوها. كما أفاد مسئول إسرائيلي كبير ،وأضاف أنه طالما لم يحدث تقدم على المسار الفلسطيني الإسرائيلي فأن القادة العرب لا يمكنهم تجاهل الرأي العام لديهم. ومن الضغط الجماهيري في أن يظهروا لجانب إسرائيل بشكل علني وفي مناسبة رسمية. وكأن كل شئ على ما يرام. وزير إسرائيلي كبير قال أن الاجتماع هو نجاح وفشل للأمريكان وفي المقابل فأن عقد الاجتماع بحد ذاته هو نجاح والذي سيكون فيه ممثلين لمعظم الدول العربية. بالرغم من عدم رضي ابو مازن. والفشل أنهم لم يستطيعوا دفع إسرائيل لداخل هذا الاجتماع من الباب الرئيسي. واضطروا للاكتفاء بممثلين غير رسميين. وبكلمات أخرى. فأن وضع إسرائيل كعشيقة غير رسمية للدول العربية السنية لم يتغير.

يؤكد معظم الإسرائيليين  نجاح الرئيس محمود عباس  في منع المشاركة الإسرائيلية الرسميه في مؤتمر البحرين وهذا يعطي دلاله على أن الرئيس الفلسطيني  له مكانة مستقرة في المنطقة وحق النقض الخاص به موجود بقوة حتى ضد القرارات الأمريكية بعظمتها

مصير صفقة القرن بات مجهولا  ولم يعد واضحا. والامريكان لن يفعلوا ذلك ( نشر خطتهم ) قبل ان يتم تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة. وحسب الوضع القائم حاليا. فأن هناك شك في أن يتم إعلان الخطة أصلا. يقول مصدر إسرائيلي كبير.

الاستراتيجية التي ينتهجها  الرئيس محمود عباس صحيحة على المدى البعيد. أحيانا يستحيل  أن تتصرف وفق المعطيات التي تفرض نفسها وتتطلب . أن "تلعب اللعبة المماطلة ” بهدف تمرير الوقت دون التنازل حتى تتغير الظروف.

الرئيس محمود عباس خبر السياسة بكل دهاليزها ومعانيها  ووضع العرب جميعا أمام مسؤولياتهم  لمواجهة ما بات يُعرف بـ«صفقة القرن» ومواجهة التهديدات الأميركية ــ الإسرائيلية المتزايدة. والغاية الفلسطينية من جمع «العرب»، تنقسم إلى قسمين: سياسي ومادي. فبحسب مصادر دبلوماسية، أراد عباس «توحيد الصفّ العربي في مواجهة طرح الولايات المتحدة، والتحضير لمواجهة استباقية»، فضلاً عن تأمين الدعم المادي للسلطة الفلسطينية «بعد الضغوط المالية المتزايدة، وآخرها عدم دفع حكومة الاحتلال مخصصات أهالي الشهداء والأسر الفلسطينية».

الرئيس محمود عباس وضع العرب أمام مسؤولياتهم التاريخية واضعا نصب أعينهم انه سيتخذ قريبًا قرارات تُصنّف على أنها خطيرة، لمواجهة (صفقة القرن)، ولمجابهة قرصنة إسرائيل لأموال المقاصة، وهذه الإجراءات، وغيرها، هي الان باطلاع العرب وبات جميعهم تحت المسؤولية والمسائلة أمام شعوبهم

لم يعد بمقدور السلطة الفلسطينية ان تبقى سلطه بلا سلطه لتقبل باتفاقات تحلل منها نتنياهو وهو ما أكده الرئيس محمود عباس بمضمون خطابه امام وزراء الخارجيه العرب سنعيد النظر في اتفاق باريس، كما ستتخذ إجراءات تدريجية لوقف أي تنسيق أمني مع إسرائيل، وصولًا إلى التجميد الكامل، وان الرئيس محمود عباس، سيضغط على حماس؛ كي توقف هي الأخرى كل أشكال التنسيق مع إسرائيل، بما يشمل تفاهمات قطاع غزة.

وإذا أقدمت إسرائيل على فرض السيادة على المنطقة (ج) في الضفة، سيقابله موقف فلسطيني حاسم على الفور بإلغاء اتفاق أوسلو، كما أنه إذا ما تجاوز ترامب حل الدولتين، فلا بد له من تحمل تداعيات انتقال الفلسطينيين إلى إستراتيجية الدولة الواحدة، والمعروفة باسم (ثنائية القومية)،

الرئيس محمود عباس في مواقفه الثابته وقراراته المرتقبه  يعيد خلط اوراق اللعبه السياسيه في المنطقه ، وأن معظم الجمهور في اسرائيل يفهم بان فجوة المواقف بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية غير قابلة للجسر ، ان صفقة القرن ومخرجات مؤتمر البحرين  لن تنجح في انهاء النزاع، وستنضم الى باقي المبادرات الامريكية التي طرحت في الماضي دون جدوى.

الرئيس محمود عباس وضع النقاط على الحروف والمرحلة القادمة هي الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية وحسم المواقف تجاه صفقة القرن ومؤتمر البحرين  ضمن رؤيا استراتجيه فلسطينيه تعيد خلط كافة الأوراق ضمن موقف يحسب للرئيس محمود عباس في مواجهته ترمب وافشال مخططه لتصفية القضيه الفلسطينيه والحقوق الوطنيه

 

 

 

 

 

 

التعليقات على خبر: الرئيس محمود عباس الجريء في زمن حافل برؤساء ضعفاء

حمل التطبيق الأن